آخر الاخبار
ما اوسخه...
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 21 يوماً
الإثنين 30 مايو 2011 10:04 م

بدم بارد وفي ساعات قليلة يستطيع أن يقتل أكثر من خمسون شخصا، بدم بارد يستطيع أن يجعل من اليمن بقايا خراب ومكان غير صالح للعيش فقط لأنه هنالك من تجرأ وقال له ( أرحل ) وبدم بارد أجزم أن هذا الطاغية أن قٌدر له أن يفض كل الإعتصامات في كل الساحات اليمنية عبر مئات الجثث أنه سيخرج صبيحة اليوم التالي أمام شعبه ليخبرهم بأن بقائه هو نتيجة النظام الديمقراطي القائم في اليمن ثم يقوم بتذكيرهم بكل المنجزات التي حدثت في عهده، وانه هو الأعظم بدون منازع.

علي صالح وفي الفترة الأخيرة يلاحظ عليه أنه بحالة غير طبيعية، وإن حالة الإجرام والدموية التي يمارسها وبشكل متعسف تدل على شخصية فقدت السيطرة على ذاتها الآدمية، بل أننا نلاحظ ارتباكه العقلي من خلال خطابته إذ انه يجمع  في سطر واحد وبنفس الجملة متناقضات عدة، يقوم بتصرف ثم يقوم بعدها بتصرف مغاير له، يتحدث وكأنه لا يدرك ما هي قيمة اللحظة وماذا يعني تصريحه وهل هو مناسب أم لا، هذا المرض العقلي الواضح قد يساهم كثيرا في دمار اليمن أن لم يتحرك أحد من منْ هم من الدائرة المغلقة التي حوله ويجبره على التنحي فورا قبل أن يقوم بعمل أكثر جنونا، هذا أن بقي شيء يمكن أن يفعله، فتسليم محافظات بالكامل للقاعدة ليخيف العالم منها ثم يقوم بقصفها وقصف المنازل وترويع الآمنين ليعود ويخبر العالم أيضا بأنه هو الوحيد القادر على محاربة القاعدة. واقتحام ساحات الاعتصام بالمدرعات وخوض حرب عصابات داخل أحياء سكنية وقصف جوي على القرى، كلها أمور تندرج تحت مسمى جرائم ضد الإنسانية، كما تدل على حالة من الغضب الشديد ورغبة جامحة في الانتقام و لا تخلو من حالة ارتباك وتخبط مخيف.

لا يبدو لنا علي صالح إنسان يحفظ الجميل والإحسان، فالشعب اليمني تحمله ثلاثة وثلاثون عاما وصبر عليه وعلى إهاناته وإذلاله وإفقاره وتجويعه وتجهيله مقابل ثراء كبير له ورفاهية لا محدودة لأبنائه حيث تعلموا في أرقى المدارس وسكنوا القصور وركبوا السيارات الفارهة ، وكان هذا الشعب دائما ما يصيح باسمه حتى وأن كان عاريا، هذا الشعب أعطى وما أستبقى شيئا، وفي ختام كل هذا يقوم بإطلاق آلته الحربية على العزل منهم وسفك الدماء بشكل لا تقوم به أكثر الأنظمة استبدادا وقهرا وحقدا.

هو يعلم أن الشعب اليمني كله يرفضه، ويعلم أنه هنالك حالة نقمة شديدة وكراهية كبيرة تجاهه هو وأسرته والمقربين منه، وهو يعلم أن عودة الأمور على ما كانت عليه قبل قيام هذه الثورة الشعبية أمر مستحيل، ويفهم جيدا أن فض الإعتصامات لن تغير من الأمر شيء، فالشعب أنتفض ولا تستطيع أية قوة أن تنتصر عليه، ومع ذلك يتمسك بالكرسي ويتجه نحو هدم المعبد على الجميع، فهو واضح أنه يسعى لتمزيق اليمن إلى دويلات ويشعل بينها الحروب، وهو يصرح بهذه الأعمال ولم يعد يخفيها، أنه لم يعد يبالي بأي شيء لدرجة أنه يخبرنا ماذا ينوي أن يفعل بهذا الشعب الحقير بالنسبة إليه وكيف سيؤدبه، الرئيس لا يخجل لدرجة أننا لم نعد نسمع منه خلال الفترة الماضية سوى تلك الشتائم المكررة والألفاظ النابية التي لا تليق بإنسان يحترم نفسه، هو رئيس قدم إلينا في غفلة من الزمن و هيمن على السلطة بكل ما يمتلكه من إسفاف ومراوغة ودموية.

تعز لن تهزم، عليه أن يفهم هذا الشيء، تعز ستبقى ولن تقبل بأن تعامل مثلما كان يعاملها خلال حكمه الماضي والتي جعل منها قرية كبيرة رغم أنها منبع المدنية والثقافة والكثير من الوعي الحضاري، تعز وأن سفكت بها الدماء، فألف شجرة حرية ستنبت منها كأنها العيد في أبهى صوره.

ولتبقى ثورتنا سلميه، فهذه السلمية هي من تقتله في الليلة الواحدة ألف مرة وهذه السلمية من ستسقطه رغما عن انفه وتسقط نظامه، فهو ليس خارج الطبيعة ويجب أن يرضخ لها مهما طال الزمن أو قصر لقوانينها.