ماذا لو تم اعتقالي في تلك الحملة.؟ ابو اليمامة يقتحم مؤسسة الشموع
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 16 يوماً
الثلاثاء 06 سبتمبر-أيلول 2022 04:49 م
 

 أي زمن اغبر هذا وقع فيه الوطن لتعم ما هو أسوأ من محاكم التفتيش ومن النازية..؟!

ليصير إهدار الحقوق والحريات هو القاعدة وما دونه الاستثناء وتلعب الميليشيات أدوارها القذرة في الشمال والجنوب دون رادع أو ضابط قانوني،ويتحول ضابط عادي إلى مستوى أن يكون هو الدولة في امتلاك قرار التعذيب والزج بك في مجاهيل السجون دون المرور حتى على قسم شرطة.

الواقع أننا أمام خيبات لا حصر لها بفعل تسلط الميليشيات على البلاد والعباد وقهرها الإنسان والعمل على إذلاله وقمعه وتعذيبه وسجنه وتشريده وقتله إن استدعى الأمر ومزاج أحدهم في هذه الميليشيات لمجرد شك أو كلام عابر أو رغبة جوانية في إذلال الآخر واستلابه حق الحياة الكريمة.

في هذا المنحى تحضرني تداعيات مريت بها وهي مريرة ومؤلمة وقاسية وشاهد حال على ما وصلنا إليه من انتهاك القيم وما يحدث من مآسي لا حصر لها بفعل هذه الميليشيات اللامنتمية والمرتهنة إلى الخارج. في عام 2016 اتصل بي مسؤول أمني في عدن قائِلاً: "لدينا معلومات مؤكدة أن مبنى الشموع يحوي على ورشة لتجهيز السيارات المفخخة". عقب الاتصال مباشرة أتفاجأ بحملة إعلامية تحرض وتتهم (مؤسسة الشموع وأخبار اليوم) أن العمليات التي تحدث في عدن مصدرها المدينة الخضراء مقر مؤسسة الشموع. تلك الاتهامات القاسية والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام جرى نسبتها لأحد حراس المؤسسة.

الواقع أن هذا كان تمهيداً لتداعيات مقبلة هذا ما كنت أتوقعه في زحمة الادعاءات والقدرة على صناعة تلفيق التهم وأمام هذا التواصل المحموم وتزايد الحملة، تواصلت بقائد مقاومة قطاع مدينة الخضراء وبالقائد (البوكري) وكذلك بمدير الأمن شلال شايع.

وأبلغت الجميع بثقة كاملة أن مبنى مؤسسة الشموع وأخبار اليوم والمطابع ومنزلي كل ذلك تحت تصرف إدارة الأمن مطالبًا بتشكيل لجنة أمنية للتفتيش.

وإجراء الاحترازات الأمنية والتأكد من أن المؤسسة تعمل وفقاًلقانون الصحافة والمطبوعات المعمول به في الجمهورية اليمنية، ما عدا ذلك مجرد كلام في الهواء، وتحت إلحاح وضغط القائد في المقاومة الشهيد (سامح الحسني) وافق مدير الأمن على تشكيل اللجنة.

وبالفعل شُكلت اللجنة من ممثل عن مكتب شلال شايع ومدير أمن مديرية دار سعد وممثل لقائد لواء النقل البوكري وعضوية الشهيد سامح الحسني يرافقهم ضباط في البحث الجنائي.

وفي اليوم الثاني حضرت اللجنة وتم تفتيش مبنى المؤسسة وأخبار اليوم ومنزلي، استخدم في التفتيش دكاكات خاصة بتكسير الحجار والصبيات.

وكان ذلك واضحاً أنه استفزاز وعمل تخريبي وعبث، إذ ما الذي يمكن أن تجده اللجنة من سلاح أو حتى مدية تحت بلاط لكنها مسألة بلطجة وتعالي واستهتار بالقانون وخروج مجحف عنه.

بعد الانتهاء من التفتيش الذي استمر أكثر من أربع ساعات وبعد تكسير وتخريب لأرضية المطابع وحوش المنزل بحثًا عن ورشة تجهيز السيارات المفخخة.

أكدت اللجنة عدم صحة كل تلك الاتهامات والانصراف وكأن شيئًا لم يكن. هنا أبلغت الجميع أنني أرفض انصراف اللجنة دون أن تثبت حقاً أو باطلاً. وأنه لا بد من كتابة محضر بنتائج التفتيش وبضغط من الشهيد رحمة الله عليه سامح الحسني تم كتابة المحضر ووقع عليه الجميع.

وأرسل المحضر إلى مدير الأمن شلال شايع للاطلاع وتعميد المحضر. بعد شهر تم تعميد المحضر.. وتم إصدار بيان بما ورد في المحضر نشر في حينه.

وفي شهر مايو 2016 نفاجأ في منتصف الليل بمحاصرة المؤسسة واقتحامها من قبل أبو اليمامة بقوة كبيرة تتكون من سبعة أطقم ومدرعة، على مؤسسة صحفية بسيطة ودون أوامر من الجهات القانونية المختصة وبدون أي أدلة سوى أنهم أرادوا ممارسة العمل الإرهابي بالطول والعرض وانتهاك الحقوق والحريات ودونما أي رادع قانوني بما يعني أننا أمام ميليشيا لا ترعوي وان استنادها واحتكامها إلى الفوضى هو قانونها، الأمر الذي أدى إلى اعتقل أبو اليمامة جميع موظفي المؤسسة، وعند الاقتحام كنت في منزلي وأبلغت بالاقتحام في حينها فنزلت من المنزل لأجد مسلحين على باب المنزل بطريقة إرهابية لا تجدها عند أعتى القوى الإجرامية. حينها .. كان سؤالي لماذا اقتحمتم المؤسسة خير ..؟!

كان الرد أنت من وين؟ قلت من صنعاء.. جاء ردهم يعني دحباشي ..؟

إيش معك في عدن.؟! بعد جدال جاء أبو اليمامة .. وقال لدينا بلاغ عن وجود ورشة لتجهيز السيارات المفخخة. رديت عليه بأن هذا الكلام غير صحيح وسبق نزول لجنة للتفتيش ورفعت تقريرها وهذه صورة من التقرير. لم يكن هناك أدنى مؤشر لتفهم ما أتحدث به لقد أضمروا شرا وبنوايا مبيتهتستهدفني وتستهدف طاقم المؤسسة بالكامل عنوة، ليختم أبو اليمامة كلامه تعال اطلع الطقم وبنتفاهم في معسكر التحالف أنت مطلوب . أُخذت إلى الطقم الذي كان ممتلئ بالعاملين في المؤسسة. فيما المسلحون يعبثون بالمؤسسة والمنزل. وبأسلوب متعجرف وعنجهي روح نازية مشبعة بالرغبة في القهر والقتل والدمار. في هذه الأثناء وصل النقيب (سيف الحارثي) أبو محمد نائب قائد مقاومة قطاع المدينة الخضراء . عندما شاهدني على الطقم توجه إِلَيَّ قائِلاً: خير أستاذ سيف لماذا أنتم على الطقم..؟!

رديت أوامر أبو اليمامة.. ضرب بيده على الطقم ودخل حوش المنزل وحصل بينه وبين أبو اليمامة مشادة كبيرة وصلت إلى الضرب بالرصاص في الجو. كان أبو محمد يخاطب أبو اليمامة .. هل وجدتم شيئًا في مؤسسة الشموع أو منزل سيف الحاضري ..؟!

إذا وجدتم شيء اروني ذلك وأنا أحضِره إليكم بنفسي، وأضاف مخاطبًا أبو اليمامة لقد سبق وفتشنا هذه المؤسسة أكثر من مرة ولا يوجد فيها شيء. والآن عليك يا أبو اليمامة الانسحاب وإنزال الحاضري وأصحابه.. رفض أبو اليمامة .. هنا وجه أبو محمد أفراده الذين كانوا يرافقونه على طقمين مسلحين بالانتشار على مداخل مدينة الخضراء وعدم السماح للحملة بالخروج. أكد أبو اليمامة أن هذه توجيهات قائد التحالف الضابط الإماراتي. اتصل أبو محمد بالضابط الإماراتي أبو ماجد وأبلغه أن الحملة لم تجد شيئًا وأنه طالما لا يوجد شيء والبلاغ كاذب فليس من المقبول اعتقال الناس هكذا. الضابط الإماراتي أبلغ أبو اليمامة بتركنا وعدم اعتقالنا ..

كما أبلغ أبو محمد انزعاجه من تدخله واعتراض أبو اليمامة . انسحب أبو اليمامة مع مسلحيه .. لكنه قبل ذلك خاطبني قائلاً : سنعود لك مرة أخرى ثق بذلك. اليوم، وأنا أشاهد اعترافات الزميل أحمد ماهر وحجم التهم التي وجهت له. تخيلت ماذا لو تم اعتقالي في تلك الحملة.؟. ما الذي كان سيحدث؟ وما التهم التي كانت ستوجه لي. ؟

اعتقد أنه مقارنة بالتهم التي وجهت لأحمد ماهر. ستكون فظيعة. هذه هي الميليشيات قانون غاب وتصرفات هوجاء انعدام ضمير ومسؤولية وإزهاق أرواح وسجون وتشريد وفظاعة ما يجري وكأننا في بلاد البقاء فيها للأقوى للأكثر قدرة على القتل لمن لا يمتلك ضميرا ولا روح إنسانية هذا هو شاهد الحال هنا كنموذج لما يتم ويعبر عن خطورة الوضع الذي آلت إليه البلاد والذي لم تشهده اليمن عبر تاريخها القديم والحديث.

والشاهد أيضاً أن هذه الأحداث وهذه التهم هي عنوان المستقبل القادم .. ونموذج لأدوات التصفية التي ستطارد كل خصوم ومعارضي المجلس الانتقالي أو من يرعى ويمول هذا المجلس..

لا يختلف الحال عما يحدث في الشمال فذات السياقات والعناوين تؤدي إلى تصفية الخصوم والمعارضين. الأمر هنا يعد إرهابًا لكل إنسان على خارطة الجمهورية اليمنية. وله مآلاته الكارثية ..

وخلاصته إما أن تكون معنا أو أنت ضدنا.. بهكذا يتم تجريدك من حريتك.. ومن ثم انتزاع ولاءك لسادتهم وزعاماتهم.. إنهم يصلون بك.. أن تكفر بالوطن وبالجمهورية وبالديمقراطية والحرية..

أن تسقط حقك في الاعتراض والاحتجاج.. وأن تقبل بكل عذاباتهم.. وتصيرمجرد فرد في قطيع لا يقدر يتحسس حتى أنفه إلا بموافقة الكبراء في هذه الميليشيا. والأمر هنا أيضا أن تكون إنسان فاقد معنى إنسانيتك وتكون بلا كرامة ولا وطن ولا دين ولا غيرة ولا قدرة على الاعتراض أو الاحتجاج مجرد مسير، لا حول لك ولا قوة أقرب إلى الجماد. وإذاً....

ليست القضية اليوم قضية الصحفي (أحمد ماهر) بل قضية وطن يتم نزعه منك ومن وجودك كإنسان.

  والخلاصة في هذا كله. أننا إن حاضرنا المعاش مجهول وان مستقبلنا مجهول.. وأن بلادنا على كف عفريت ورغم كل ذلك فنافذة الأمل بالله لا تغلق.. كما أن الأمل أيضا يبقى فينا جميعًا لنتحرك بهدف إنقاذ الحاضر من هذا المجهول لرسم ملامح المستقبل نريده قبل فوات الأوان. لرسم ملامح مستقبل نريده فهذه "اليمن " قدرنا ومصيرنا والله ناصرنا

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
أيها السوريون: لا تصغوا لهؤلاء المحرضين المفضوحين
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د . عبد الوهاب الروحاني
بين صنعاء ودمشق.. حتى لا تقعوا في الفخ
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
محمد عبدالله القادريمعركة تعرية مشروع الارهاب
محمد عبدالله القادري
عبداللطيف الفجيرالشعب ينتظر
عبداللطيف الفجير
د احمد ردماننفاق الأولياء
د احمد ردمان
د . عبد الوهاب الروحانيالفسيل.. الذي قاوم الاستبداد
د . عبد الوهاب الروحاني
مشاهدة المزيد