آخر الاخبار
هدى اليافعي : وقوع الضرر على المرأة مرفوض وسنناهضة بكل قوة
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
الأحد 07 إبريل-نيسان 2013 07:53 م

هدى اليافعي أول سلفية تشارك في العمل السياسي في اليمن

قالت هدى اليافعي ممثل التيار السلفي في مؤتمر الحوار الوطني أن التيار النسوي الليبرالي في اليمن بحاجة إلى مراجعة المنهجية التي ينطلق منها في تعامله مع القوى الفاعلة على الساحة وبالذات الإسلامية منها،وأضافت : فقد أصبح ترديد نفس الألفاظ والمصطلحات الغربية عن حقوق المرأة ومظلوميتها اسطوانة مشروخة، حيث بدأ الغرب نفسه المؤسس لهذه النظريات ينبذها أو يُغيرها، فعلى هؤلاء الأخوات أن يخرجن من قمقم الألفاظ والمصطلحات المستهلكة، ويرجعن إلى كنوز الفقه الإسلامي الذي أنصف المرأة بكل ما تعنيه الكلمة .

حاورها: أمجد خشافة

*أنت كأول امرأة سلفية في اليمن تشارك في العمل السياسي بشكل رسمي، كيف قبل التيار السلفي بهذه الخطوة ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .. السلف الصالح نجوم في سماء الإيمان واليقين والعمل الصالح ونحن نحاول جاهدين أن نقتدي بهم لكننا لن نبلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه، السلف الصالح عمالقة وقدوة صالحة تشرأب أعناقنا دوماً للحاق بهم ، فوصفي بأني " سلفية " فخر لي ولكنه وصف بعيد عن واقعنا مع وجود الضعف والتقصير نسأل الله العفو والعافية .

أمّا بالنسبة للتيار السلفي في اليمن فهو متنوع الأطياف ولكل طيف اجتهاده وأنا شخصياً أحترم اجتهاد الجميع ، فالذي منع والذي أجاز كلاً له أدلته وقياسه ، واتحاد الرشاد من الأطياف السلفية التي اجتهد علماؤها بجواز مشاركة المرأة المسلمة في العمل السياسي بشرط تمسكها بالضوابط الشرعية وفي الحدود التي تحقق مصلحة وتدرأ مفسدة في نطاق عالم المرأة وخدمة المجتمع المسلم والعمل على نهضته .

*هل كانت مشاركتك في الحوار الوطني كممثله لحزب الرشاد السلفي عن قناعة من الحزب أم مجاراة لضوابط اللجنة الفنية التي تفرض تمثيل المرأة في كل حزب؟.

مؤتمر الحوار الوطني الشامل من وجهة نظري جهد بشري طيب يُقصد به حقن الدماء وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر حول قضايا مصيرية تمس مصلحة الوطن والمواطن على المدى القريب والبعيد، والمسلم أمام الفتن التي تعصف بهذا الوطن ليس أمامه إلا اتخاذ أحد موقفين لا ثالث لهما :

1)  إمّا أن يقف متفرجاً مكتوف الأيدي حتى تعم البلوى ويصل الشر إلى بيته .

2)  وإمّا أن يقترب من الأحداث ويجتهد في درء المفاسد وجلب المصالح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتخفيف من الظلم قدر استطاعته .

وبناءً عليه فمشاركتي كممثلة لحزب الرشاد هو عن قناعة واجتهاد بأننا نريد التمكين لدين الله الذي فيه كل الخير وأسباب سعادة الدنيا والآخرة لنا ولأبناء هذا الشعب الطيب، ونشر الأمن والأمان والعدل في هذه الأرض فإن كان اجتهادنا صحيحاً فلنا أجر مضاعف وإن أخطأنا فلن نُعدم الأجر على حسن النية وسلامة القصد بإذن الله تعالى.  

*يقال أن محمد العامري رئيس الرشاد تحفظ في البداية عن تمثيل المرأة من حزب الرشاد فكيف تجاوزتم هذا ؟

لا أعلم عن هذه المسألة شيئا ويمكنكم الرجوع لرئيس الحزب مباشرة .

*وأنت تمثلين حزب الرشاد السلفي في الحوار من النساء هل تمتلكين رؤية مغايرة عما تطرحه بقية النساء الليبراليات في اليمن لاسيما في مجال حقوق المرأة؟.

رؤيتي التي أفاخر بها في كل مكان وزمان هي أن الإسلام دين الله الذي خلقنا ويعلم ما يصلح شأننا { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } فرؤيتي أن الإسلام أعظم دين وفيه حلول لجميع مشاكل البشرية ، وقد أنصف الإنسان عموما والمرأة على وجه الخصوص، وهذه الرؤية التي نجاهد أن نذكر بها المؤمن الناسي { والذكرى تنفع المؤمنين } ، وننبه إليها المتغافل الذي يريد أن يفرض على هذا الشعب المسلم فكر وثقافة تناقض دينه ومقدساته.

*طرحت نساء قبل الحوار الوطني ومازال الأمر جاريا مسألة زواج الصغيرات، وقضية الجندر ( النوع الاجتماعي) ، وقضية الكوتا في أحقية تخصيص نسبة للمرأة في جميع الحياة السياسية، هل لك رأي في هذه المواضيع أو رد إذا ما تم مناقشتها ؟.

وقوع الضرر على المرأة صغيرةً كانت أم كبيرة مرفوض رفضاً قاطعاً وسنناهضه بكل قوة، وسنطالب بتأصيل شرعي مفصّل لكل هذه المسائل التي ذكرتها، فما أقرّه علماء الأمة وتضمنته مواد الدستور المنسجمة مع الشريعة الإسلامية فنحن معه وننادي به. وعلى الأخوات المهتمات بقضايا حقوق المرأة أن يقتربن من شرع الله وسيجدن فيه كنوز من المعرفة والحقوق والواجبات التي تسعد المرأة وتنصفها ولا تستعدي الرجل ضدّها.

*تصف نساء ليبراليات التيار الإسلامي في اليمن بأنه حبيس الماضي ويضطهد المرأة في مشاركتها السياسية، هل تعتقدين أن الإسلاميين في اليمن لم يستوعبوا المرأة فعلا ؟.

التيار النسوي الليبرالي في اليمن بحاجة إلى مراجعة المنهجية التي ينطلق منها في تعامله مع القوى الفاعلة على الساحة اليمنية وبالذات الإسلامية منها، فقد أصبح ترديد نفس الألفاظ والمصطلحات الغربية عن حقوق المرأة ومظلوميتها اسطوانة مشروخة، حيث بدأ الغرب نفسه المؤسس لهذه النظريات ينبذها أو يُغيرها، فعلى هؤلاء الأخوات أن يخرجن من قمقم الألفاظ والمصطلحات المستهلكة، ويرجعن إلى كنوز الفقه الإسلامي الذي أنصف المرأة بكل ما تعنيه الكلمة، وبالنسبة للتيار الإسلامي واستيعابه للمرأة فالأرقام والحشود النسائية الكبيرة المتفاعلة والمؤيدة للتيار الإسلامي هي أصدق أنباءً مما قيل أو كـُتـِبْ.

*ظهرت نجومية لبعض النساء في اليمن - أكثر من واحدة- هل تعتقدين أنها كانت مدروسة من الغرب وأن المرأة في اليمن مستهدفة من قبلهم؟.

لا يغيب عن عاقل منصف أن الغرب يكيل بمكيالين في كثير من القضايا التي تخص العرب والمسلمين حتى المنصفين الغربيين يعترفون بذلك ويناهضونه أحياناً، وفي عالمنا العربي ينبهر كثير من البسطاء بما تضخه آلة الإعلام الغربية من بهرجة إعلامية وقيم وأفكار تمسخ الشخصية المسلمة وتجعلها تعيش شتاتاً في العقيدة والمفاهيم والقيم والأخلاق وتقدم الكثير من التنازلات مقابل أن يتحقق لها من الشهرة والأضواء ما يُسمّى بالنجومية، لكن هذا لا يمنع أن بعض الشخصيات مخلصة فيما تناضل من أجله، وللأسف يتم استثمار مثل هذه الشخصيات للتغرير على البسطاء فيعتقدون أن الإساءة للإسلام ومقدساته، أو التمرّد على قيمه وضوابطه الشرعية هو سبب للشهرة والثراء أو الحصول على بعض المكاسب المادية والمعنوية من الغرب الذي يدلل كل شخص ينفصل بشكل من الأشكال عن الولاء لدينه وأمته، والحمد لله أن الوعي والولاء الديني لدى كثير من المسلمين شكل سدّاً منيعاً ضد فقدان الهوية الإسلامية ومسخ الشخصية المسلمة.

* من الذي يمثل الأكثرية في الحوار الوطني من النساء هل من الإسلاميات أم من الحداثيات؟.

ابتداءً الحمد لله جميع أعضاء الحوار الوطني الشامل مسلمون نساءً ورجالاً وهذا ما تشير إليه خانة الديانة في استمارات العضوية ولا أعلم بوجود ديانة أخرى أو مُسمّى مختلف عن الإسلام سُجّل بشكل رسمي في بيانات أعضاء وعضوات الحوار، وحتى إن وجد بعض أفراد من الطائفة اليهودية أو غيرها من الأديان فلن يذهبوا في أطروحاتهم داخل أروقة الحوار الوطني بعيداً عن ثقافة وهوية الأغلبية الساحقة من الشعب اليمني المسلم، إن الشعب اليمني بطيبته وتديّنه يُسجل أفضل مستويات التعايش الجميل بين المسلم وغير المسلم في مجتمعنا المحافظ، وإذا كان المقصود بالحداثيات أولئك النساء اللواتي يحملن عقيدة مشوشة وفكراً منحازاً ضد تطبيق الشريعة الإسلامية فليس لدي إحصائية أو دراسة منهجية عن مثل هذه الشخصيات، وبحسب ملاحظتي العامة وما أسمعه من نقاشات وآراء فإن محبّي الإسلام والمعتزين به وبشرع الله هم أكثرية والحمد لله، حتى وإن بدا أن الثقافة الشرعية للبعض منهم متواضعة لكن غالب حسن الظن بهم أنهم يُحبون الله ورسوله والله رقيب على ما في النفوس.

*ما الذي ستقدمه المرأة من منفعة للوطن من خلال الحوار الوطني؟.

عقل وسلوك كل رجل وامرأة أعضاء في الحوار الوطني سينضح بما احتوته نفوسهم من أفكار وطموحات يُراد تقديمها للوطن، فالمرأة الواعية ستقدم ما تستطيع من الخير لدينها ووطنها وشعبها، والمرأة السطحية ستكون مجرّد كبريت يُشعل الفتن.

* هناك منتقدين من السلفيين لحزب الرشاد في خوض العمل السياسي تحت مظلة الديمقراطية وأنه انقلاب على المنهج الذي سلكته جمعيه الإحسان منذ 20 سنة ما رأيك بهذا؟.

النقد البنّاء الهادف كنز لا يُقدّر بثمن وقد قال المبشّر بالجنة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لمن ساءله بحزم عن مسألةٍ ما: "لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نقبلها" أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه ، فمرحباً بناقد مخلص يهدي لنا عيوبنا ويُنبّهنا لأخطائنا وسنكون تلاميذ أمام كل عالمٍ جليل ينصحنا بالحق ويُبيّن لنا بالدليل مكامن الخطأ، واجتهاد الإخوة في الرشاد للعمل السياسي حسب فهمي المتواضع أنّه ناتج عن اجتهاد لحقن الدماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتذكير الناس بالحق والمطالبة به.

*هل تعتقدين أن التيار السلفي في اليمن سيشهد تحولات مستقبلية لاسيما في مشاركة المرأة بالعمل السياسي؟

الله أعلم ..

 

*بالتزامن مع اليمن اليوم.