من قال ان تعز تعاني من إنفلات أمني؟
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 14 يوماً
الثلاثاء 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 08:33 م
كثر الكلام وتحدث الجميع عن الانفلات الامني في تعز، والحقيقة ان تعز لا تعاني من إنفلات أمني .. تعز تعاني من فلتان أمني منظم وإنفلات إداري ووظيفي وإنفلات قضائي .. تعز تعاني من إنفلات عام وصل حد الانفلات الاخلاقي وراءه بلاطجه مدعومين من نافذين وجهات أمنية من بقايا النظام الساقط.. ولايفوتنا هنا التذكير بالبلاطجة والمجرمين واللصوص الذين اخرجهم النظام السابق من السجون ووزع عليهم الأسلحة والمتفجرات ومولهم بالنقود ليعتدوا على شباب الثورة.. وكل المجرمين والبلاطجة معروفون لدى الجهات الأمنية بتعز بالأسم ومازالت تلك الجهات تقدم لهم الدعم والحماية.. ولكن محافظ تعز هو الوحيد الذي يصر على الأستماع من اذن واحدة والرؤيه بعين واحده!!.

تعز تئن من ظلم وتعسف السماسرة من وكلاء النيابات الذين لا نعلم بأي قانون يحكمون (قانون من يدفع أكثر) والذين يبيعون ويشترون بقضايا الناس .. وفي ظل غياب القانون وتعسف النيابات وإستفحال الفساد في مفاصلها فقد وُضع المواطن في تعز امام خيارين لا ثالث لهما في حال حدوث مشكلة له ، إما أخذ حقه بيده أو التنازل عن حقه قهراً وخوفاً مما هو أسوء في حال اللجوء الى الشرطه والنيابات.. وهذا الكلام يعتبر بلاغ الى الاخ النائب العام في الجمهورية حتى لا يكون شريكا فيما يحدث في تعز.

فمن المؤلم ان نعيش في مدينه نخاف ان نلجأ فيها للقضاء لرفع شكوى او دعوى لاننا نعلم مسبقاً مالذي سنجنيه على أنفسنا.. قد يقول قائل بان هذا الوضع تعيشه كل المحافظات وتعز جزء من اليمن.. نعم هذا صحيح ولكن تعز يوجد فيها أفسد قضاء وأفسد وكلاء نيابات وافسد مدراء للمكاتب الحكومية والجميع يعلم ذلك.

بعد توقيع المبادرة الخليجية تم تعيين علي السعيدي مديراً لأمن تعز ، الذي استطاع بحنكته الأمنية ان يسيطر على الأوضاع وترسيخ الامن في تعز ، واختفت المظاهر المسلحة من الشوارع وبدأت دوريات الأمن تجوب شوارع تعز الرئيسية والفرعية والحارات ليلاً ونهاراً، صاحب ذلك اختفاء البلاطجة والمجرمين.. وهذا كله حدث خلال فتره قصيره جداً.. إلا أنه منذ إقالة السعيدي وتعيين المقدشي مديرا لأمن تعز بدأت مرحلة الفلتان الأمني صاحبها فلتان إداري غير مسبوق في المكاتب الحكومية (التربية والتعليم ؛ الصحة والمستشفيات ؛ النيابات واقسام الشرطه .......الخ).

وهنا يجوز لنا التساؤل لماذا أشتاط المحافظ شوقي غضباً من مجرد أحداث شغب في السجن المركزي بتعز وقام بتوقيف السعيدي ومن ثم اصر على اقالته كشرطا لبقاءه محافظاً.. في حين لم نسمع أي ادانه او احتجاج من الاخ المحافظ جراء الفلتان الامني المتعمد والانفلاتات الاداريه التي تشهدها مدينة تعز!!..

كيف تُدار تعز الان؟؟ ومن يديرها؟؟ لا أحد يدري!! تعز اليوم لا يوجد فيها مسؤول يستطيع القول بانه يديرها... تعز تُدار عن بُعد بالريموت كنترول!! نعم ، هذا الوضع ليس بالجديد على تعز ولكنه تفاقم خلال الفترة الاخيرة ، وهنا نتسأل مالذي قدمه الاخ شوقي منذ تعيينه محافظاً لتعز؟؟ لم يقدم شيئاً على أرض الواقع سوى سيل من التصريحات والوعود وصمتاً مبهماً امام الفلتانات والفوضى التي تشهدها تعز محييدا كافة سلطاته كمحافظ.. الامر الذي يجعل عدم وجوده افضل من وجوده ، لقد قبل على نفسه وضعاً لا نرضاه له ... ليرضي من عينوه وهم فعلياً الآن يحرقونه كمحافظ.. ونسأل الاخ المحافظ وبكل آسى! لماذا رضيت على نفسك هذا الوضع؟؟ واين ذهبت وعودك بداية تعيينك كمحافظ لتعز ( تعز ستكون مدينه خاليه من السلاح .. الوضع الأمني على رأس أولوياتنا كقيادة للمحافظة .. نعد الى أن تكون تعز متميزةً ومن أفضل المدن في اليمن... الخ من الوعود والتصريحات).

لايختلف إثنان بان المحافظ شوقي رجل إداره ، ولكن الظروف التي تمر بها البلاد عامة ومحافظة تعز خاصة لا تحتاج الى رجل اداره فقط أو الى رجل ثري.. وانما تحتاج الى قائدا فذا، ووطنيا شجاعا يدير ولا يُدار.. يتمتع بشخصية قويه قادر على قيادة المحافظه بقبضة قوية وحكيمة بنفس الوقت.. تعز تحتاج الى محافظ يمثل رئيس الجمهورية بسلطاته ويعمل لصالحها.. محافظ ينظر اليها كوطن يحتاج الى النهوض وترسيخ الامن وتفعيل القانون قبل البحث عن المشاريع ، نريد محافظا لتعز يمثل تعز ، وليس ممثلاً لمراكز قوى في تعز .

على الرغم مما ذكرناه الا انه لدينا أمل ان يسعى المحافظ وبإسرع وقت الى تقييم أوضاع المحافظه خلال الـ 6 الاشهر الماضيه ويسارع وبشكل فوري الى ترتيب أوضاع المحافظه وتطهير محيطه واستبعاد القتله والمتاجرين بدماء ابناء تعز عن المشهد.

ان مرور أكثر من 6 شهور لم نلمس خلالها أي ترجمه عمليه لوعود الاخ المحافظ!! سوى مزيداً من الانفلات العام.. فالمدارس في عامنا الحالي أسوء مما كانت عليه في العام السابق 2011م والذي يُعد عام ثوره وحرب .. مكتب التربية والتعليم وكر للفساد .. والنيابات وكر للمتاجره بقضايا الناس وإثارة الفتن .. والمستشفيات تدهورت اوضاعها بشكل اسوأ مما كانت عليه.. والقيادات الأمنية بتعز جلهم قتلة وفاسدين واعداء لأي استقرار في محافظة تعز.

إن تصرفات الاخ المحافظ رضينا أم أبينا هي محسوبة على المجموعه، لانه لو لم يكن أحد أفراد المجموعه لما كان محافظاً لتعز ، ولما كان حتى رئيساً لنادي.. كان يفترض على المجموعه التي مازلنا نعتز بها وبثقلها الاقتصادي ان تكبح جماح تصرفاته.. فكل القرارات والتعيينات والتغييرات التي قام بها المحافظ شوقي كانت غير موفقة ابتدءاً من قرار فصل الطالبات ونقل المدرسات المؤيدات للثورة الشبابية الشعبية وانتهاء بقرار تكليف مدير مكتب الصحة لإدارة هيئة مستشفى الثورة ، وهو المتهم بقضايا فساد وهناك أصوات تطالب بإقالته عن منصبه بما فيها أصوات مؤتمرية ترى في التخلص منه خطوه على طريق تنظيف صورة المؤتمر الشعبي امام الشعب. 

في حقيقة الامر الشيئ الوحيد الذي لمسناه من الاخ المحافظ هو التجريح بحق أبناء تعز الوطنيين الشرفاء الذين فقدوا فلذات أكبادهم دفاعاً عن المدينه ؟؟ ونضع تساؤلاً امام الاخ شوقي ماذا قدمت لتعز؟ سوى الاهانة للثورة والثوار بالقرار الاسود الذي أتخذته في الذكرى الاولى لمحرقة ساحة الحريه؟؟ مالذي قدمته سوى تثبيت الفاسدين والقتله والمباهاة بالتقاط الصور التذكارية معهم .. وهم من دمروا المدينة وقتلوا ابناءها ونساءها وشردوا الاسر ويتموا الاطفال.. ماذا قدمت لتعز سوى الوعيد بانه في حال اقالة ضبعان سيأتي لهم من هو اسوء !! ونقول للاخ شوقي اذا كان المطالبة بإقالة الفاسدين معناه لديك ان يأتينا من هو اسوء فنقول لك لا تخاف فإن تعز عصية على كل الفاسدين.

ان مجرد قنبله صوتيه خدشت جدار منزلك قامت الدنيا ولم تقعد في حين هناك من ضحى بفلذة كبده وكتم غيضه وداس على جراحه حفاظاً على مدينته حتى لا يكون رده مبرراً إضافياً لقصف المدينة عشوائياً ودك المنازل على رؤوس قاطنيها ومبرراً لمزيد من الحملات العسكرية على تعز.. كنا ننتظر منك ان تأخذ بحق أبناء مدينتك من القتله ، لكنك جمعتهم حولك واجتهدت في الدفاع عنهم!!! لماذا يا أبن الأكرمين تفعل هذا.

 يتداول البعض وفي نطاق ضيق احتمال صدور قرار بتعيين محافظ جديد لتعز ، بعد إخفاقات المحافظ الحالي في إدارة المحافظة التي تشهد إنفلاتاً عاماً ، وفي حقيقة الامر تعز لاتحتاج الى تغيير محافظها ... تعز في أمس الحاجة الى تغيير جذري وشامل لكل القيادات الامنيه ومدراء المكاتب الحكومية هذا إذا كان هناك فعلاً نيه صادقه لاستقرار تعز ونزع فتيل الانفلات العام الذي لم يسبق ان شهدته تعز في تاريخها.

الى الاخ المحافظ الاستاذ/ شوقي أحمد هائل:

ان التجريح بالشخصيات الوطنية في المقايل والجلسات واتهامها بانها وراء مايحدث في تعز من فوضى لا يبرئ ساحتك ولا يليق بك كمحافظ لانك تعلم كما يعلم الجميع بان تلك الشخصيات الوطنية دافعت عن مدينة تعز وتصدت لأشرس هجمه بربريه تعرضت لها المدينة وأفشلت كل المخططات التدميرية لمدينة تعز وأبنائها.. تلك الهامات وضعت أرواحها على أكفها وفقدت في سبيل ذلك فلذة كبدها وكانت مستعدة للتضحية بالمزيد والجميع عايش ماكان يراد لتعز وابناءها من تركيع وإذلال.

 ان من حولك قد نصبوا لك فخاخا متتاليه أوقعوك في شركهم ورغم ذلك نقول مازال امامك وقت لعمل شيئ من أجل تعز .. ولكنك لن تستطيع فعل شيئ طالما والقتله حولك، وطالما انت مستميتا في الدفاع عنهم.

دماء الشهداء لن تذهب هدر .. التضحيات لن تذهب هدر .. إرهاب المواطنين وترويع الامنيين في بيوتهم لن يذهب هدر.. إستهداف مدينة تعز بأعمال الفوضى والبلطجه لن يذهب هدر.. ان الاكتفاء بالاعلان عن تقديم جوائز لأفضل 3 منشآت سياحيه!! لاتحتاجه مدينة تعز في الوقت الحالي .. ومن اشار عليك بذلك قد خدعك!

لقد صرعتم رؤوسنا بالحملة الامنية التي لم نشاهدها سوى تنزع السلاح من المواطنين العاديين اما البلاطجه والمجرمين والمعروفين جيداً للاجهزة الامنية فانهم يصولون ويجولون بحريه تامه ويحظون بترحيب من اللجنة الامنيه التي ترمي عليهم السلام كلما رأتهم .. ونعتقد بان منظر جنود الحرس الجمهوري يتقدمهم مارشال من بلاطجة شارع 26 سبتمبر وباب موسى مدججين بالسلاح مازال عالقاً في أذهان من شاهدهم قبل حوالي شهر يمشطون شارع 26 وكانها رساله بان هولاء البلاطجه يعملون مرشدين للحرس الجمهوري وتحت حمايته.

الاخ المحافظ نسمع من بعض المروجين بأن اهتماماتكم منصبه على مشاريع استراتيجية لتعز منها:

-         مشروع التحلية.

-         توسعة ميناء المخاء.

-         مشروع مستشفى حمد.

-         مشروع توسعة مطار الجند.

كل هذه المشاريع وسواها ليست جديدة وليست وليدة اللحظة وتنفيذها امر محسوم ومسألة وقت ولا يعني سعيك للأستعجال بتنفيذها مبررا لأنصرافك عن شؤون المحافظة وإدارتها .. وترك اوضاع المحافظة على الحال الذي هي عليه سيكون اكبر عقبة لتأجيل تنفيذ تلك المشاريع.

الاخ المحافظ هناك خطوات أساسيه مطلوبة منك وهي:

-         تنظيف محيطك وإقالة المجلس المحلي ، وقد يظهر من يقول لك ان المجلس المحلي تمخض عن انتخابات ، هذا صحيح ، ولكن كلنا يعلم بانها انتخابات مزيفه ومجلس محلي قد تآمر على مدينته لا يصلح الابقاء عليه (وهنا نتسأل بخجل اين المجلس الاهلي وماذا فعل أم ان الكل يبحث عن مجالس ووجاهات!!!).

-         تهدئة النفوس الجريحة بأبعاد القتلة والمتأمرين عن المشهد ولن نطالبك الآن بمحاكمتهم.

-         وقف جماح الإنفلات الأمني ومحاسبة المتسببين فيه.

-         تطهير المدارس وجامعة تعز من الفاسدين العابثين.

-         تحسين مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات.

-         تطهير أقسام الشرطه والنيابات والمحاكم من العابثين.

-         منع قوات الحرس الجمهوري التي قتلت وسفكت دماء ابناء تعز ودكت المستشفيات والمنازل على رؤوس قاطنيها من التدخل في شؤون تعز.

-         كبح تصرفات اللواء 33 ممثلاً بقائده المدرج في قائمة القتلة من الأستمرار في عمليات السيطرة على مراكز التهريب ونهب ايرادات تعز لجيبه .. بل نأمل التراجع عن الأندفاع المحموم لتجميد قرار نقل اللواء 33 من محافظة تعز الى الضالع وان كانت علاقتكم الشخصية والودية بقائد ذلك اللواء تتطلب ان تقف معه فهذا امر شخصي وبأمكانكم تعيينه مديرا لأحدى الشركات دون فرضه على ابناء محافظة تعز والذين يرون به شرا مستطيرا.. ونحن نقبل بالبديل مهما كان اسوأ حسب وعيدكم لأبناء تعز بأنه لو تم نقله فسيأتي من هو اسوأ !!.

ختاماً/

الاخ المحافظ ان من حاولت الاساءة لهم ولجأت الى النميمة عليهم، وعجزت ان تواجههم بصراحه، هم وحدهم فقط من تستطيع ان تشد أزرك بهم لانهم شرفاء وطنيين وأنت تعلم ذلك.. فحين أجتمعت بهم لمست مقدار عزمهم على تقديم كل الدعم لك أولاً لانك واحدا من ابناء هذه المحافظه وثانياً وثالثاً ورابعاً ... وعاشراً لان تعز بحاجه الى من ينتشلها من مستنقع الفساد الذي غرقت به، تعز بحاجه الى من يلبي لها ولو المطالب الاساسيه الملحه كالامن والماء ... أما من حولك الان فقد ضحوا بأبناء مدينتهم وغنموا مكاسب ماديه حقيره سيندمون عليها وستلعنهم الاجيال القادمه.

أنت من ابناء هذه المحافظة فكن باراً بها وبأبنائها الذين هللوا لتعيينك محافظا واسعى لتصحيح أخطاءك الفادحة التي وقعت بها ومازال يوقعك بها التوليفة المحيطة بك والتي تصر أنت على التمسك بها، وتجنب محاربة ابناء تعز خصوصاً من ضحوا بفلذات أكبادهم في سبيل كرامة ابناء هذه المحافظة وجنبوها هول ماكان مخطط لها من اعمال إنتقامية ووضعوا أرواحهم على أكفهم دفاعا عن تعـز فأبناء هذه المدينة جراحهم لم تندمل بعد.