ما لا يعرفه الحراك عن الانفصاليين
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 19 يوماً
الخميس 31 يناير-كانون الثاني 2013 05:20 م

 الأمم والشعوب عندما تناضل لنيل حريتها واستعاده كرامتها تقدم الكثير من التضحيات الجسام حتى تفرز الأيام في صفوف رجالها وقياداتها عملاقةً يقودون مسيرة ألتغيير ويضحون بأنفسهم فداء لقضيتهم ومبادئهم, لكن لو تسائلنا مالذي أفرزه الحراك المتطرف الداعي إلى الانفصال ,.. حقيقة لا أجد ما أعٌبر عنه سوى ما قالته العرب قديما " تمخض الجبل فولد فأراً ".

إلى دعاة الإنفصال هل لاحظتم قناة عدن لايف التي يملكها صهر الفنان اللبناني ملحم زين وهي تبث بثا مباشرا لمهرجان التصالح والتسامح عندما صعد القيادي باعوم إلى منصة الحفل كيف تجاهلت الكاميرا كلمته,هل نظرتم إلى تصالح الطغمة الذين هم أنفسهم اليوم منقسمين - علي سالم البيض وحسن باعوم كانا من تيار الطغمة واليوم باعوم ينشق عن علي سالم البيض - ويتم معاقبته إعلامياً عبر عدن لايف بتجاهل كلمته .

الأعزاء من دعاة الانفصال دعونا نتخيل أن أمانيكم في نيل دولة الجنوب تحققت فماذا سيكون بعد ذلك , هل تعلمون أنكم ستدخلون في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ولن يبقى هذا الزخم الساخن لا علي ساحة أو ميدان أو على صفحات الفيس بوك, وربما تعم الأحزان كل بيت من الحالمين بدولة الجنوب العربي هل تدورن لماذا .

لأن الله رزق الداعين للانفصال قيادات تسعى وراء مصالحها وكل قيادة تنهش في الأخرى وأغلبهم مسيرون لا مخيرون ويتبعون أجندة خارجية حسب اعتراف البيض أنه يتلقى دعماً من إيران .

بحكم عملي في موقع مأرب برس الذي يضم ألاف التعليقات حول القضية الجنوبية لاحظنا في إدارة الموقع أمراً غريباً وهو أن الغالية العظمى من دعاة الانفصال هم من خارج اليمن, لأن التعليقات تظهر لنا من داخل إدارة المواقع اسم الدولة التي يكتب منها التعليق وليس كما يراها أي متصفح عادي .

يقول لي أحد الجنوبيين لا تصدق أن كل من خرج يوم التصالح والتسامح يريد الإنفصال .

الانفصاليون الذين يشعلون الدنيا على الإنفصال عبر الشبكة العنكبوتية هم مجاميع من المغتربين في دول الخليج وبعض الدول الأخرى في حين رجال الجنوب وأسوده في ميادين الحرية والكرامة طيلة العام الماضي يخوضون مواجهات دامية مع آلة القمع القاتلة للنظام السابق حيث فتحوا للموت صدورهم ولم يتمترسوا خلف شاشات الكمبيوتر أو أجهزة الهاتف الذكية للصراخ بالانفصال , وإنما هتفوا لقضيتهم ومبادئهم لترحيل كل نجاسات النظام السابق الذي تعد اليوم قيادات الإنفصال في الخارج أحد مخلفات الأنظمة البائدة التي يجب أن يعلنوا توبتهم قبل التفكير بعودهم كمواطنين لا كقيادات .

أني أعجب من الكثير من المغرر بهم الذين يرفعون صورة زعيمهم " البيض" الذي يتبرأ من يمنيته والجميع يعلم أنه قائد فر هاربا من قلب المعركة في حرب 94م ململما المليارات من أموال الجنوب ورحل بها خارج اليمن , ومستثمرا فيها في عدد من دول العالم ,وظل متخفيا قرابة ربع قرن ثم ظهر فكان ظهوره مخزيا " صمت دهرا ونطق كفرا .

وقد تناسى البيض القضية الجنوبية وأهل الجنوب طيلة 18 عاما وكأن الجنوب لا يعني له إلا مقدار الثروة التي نهبها فقط , البيض نسيى أصلة وفصله وعاد تابعا لا قائداً .. واشترطت علية سلطنة عمان في حينها العيش "كالطاعم الكاسي. وكأنما قول الشاعر " دع المكارم لا ترحل لبغيتهــا = واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي " خير مثال يمكن إسقاطه على قائد الانفصاليين وعلى من لم يفهم البيت الشعري عليه أن يسأل محرك البحث قوقل .

أقول لكل إنفصاليي الجنوب أخجلوا من أنفسكم وابحثوا لكم عن قائد حر يحترمه الجنوب لا قائد رفض أن يتعرف بكم كيمنيين .

أنا أحي كل أبطال ونجباء الحراك الجنوبي الذي حركتهم أهداف نبيلة دفعتهم رجولتهم لتبنيها والتحدث بها في كل في المحافل محتفظين بقيمهم ومبادئهم نحو تاريخهم ووطنهم اليمن .

إلى كل أحرار القضية الجنوبية ثقوا أن الحوار الوطني كفيل بأن يجد لكل مشكلة حلال وأن يجعل لكل عسر يسرا .. عاش اليمن وعاش كل أحرار الجنوب الأوفياء .