إلى غلاة الانفصال .. الطوفان قادم
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 26 يوماً
الخميس 24 يناير-كانون الثاني 2013 06:29 م

ترى هل تساءل دعاة الانفصال يوما أن تشهد ساحة العروض بالعاصمة عدن حشودا مليونية من أبناء الجنوب تهتف للوحدة, وخاصة من التيارات الثورية والإسلامية التي مازالت ملتزمة الصمت حيال الوحدة وحيال الضجيج الحراكي الذي فقد السيطرة على ذاته وباتت نبرة خطابه مع الطرف الآخر عدائية واستعلائية .

أريد أن أعود إلى مشهد خطابي لقرصان الانفصال علي سالم البيض الذي خطب يوما بأنه ليس من أصول يمنية .

جميل قول البيض لكن دعونا نتساءل هل يمكن القول أن البيض "مُولد "- بضم الميم - في اليمن ., إذا صح ذلك ولم يكن يمنيا فلماذا كل هذا العداء لدولة ظل هو في رئاستها سنين طوال سواء في دولة " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " التي لم ينكر يومها أنها يمنية وظل هو وعلى من شاكلته من رفاقه يمنيين حتى النخاع .

من أجمل ما قاله بعض قيادات الحراك الوطنية "محمد علي أحمد" في تصريحه لقناه العربية قبل عدة أسابيع أن الاحتلال سقط برحيل علي عبدالله صالح , لفته جميلة من محمد علي أحمد. ولمو أمعنا التأمل في مضامين مؤتمر التصالح والتسامح الذي عقد قبل أيام واحتضنته ساحة العروض بعدن كان كفيلا أن يفتح القلوب لفتح صفحة بيضاء جديدة لكل أبناء اليمن .

أنا أستغرب من غلاة الحراكيين وإصرارهم على أن التصالح لن يكون إلا ضمن دائرة الجنوبيين "وهنا سؤال يطرح نفسه "لماذا تحلون لأنفسكم من التصالح ما تحرموه على الآخرين أليس من الأولى أن يكون مؤتمر الحوار الوطني القادم هو نافذة الأمل لطي صفحة الماضي بكل تعاستها في الشمال والجنوب؟ .

على الإخوة في الحراك المتشدد الذي بدأ "المشهد السياسي" لتصرفاتهم يصرح علنا باستخدام المواجهات المسلحة في تحديد المصير.. أقول رويدا رويدا فنحن ننتظر ربيع الجنوب جنوب اليمن الحر الوحدوي من شباب الثورة الشبابية السلمية وكل أطيافها السياسية وكل مكوناتها الثورية

أقول لدعاة الانفصال: تمهلوا ففي الساحة عمالقة صامتون ينتظرون إصلاحات حقيقية تجاه القضية الجنوبية, وهم في انتظار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي لن يفضي إلا ببقاء الوحدة بأي صورة من صورها " اندماجية أو فدرالية " مدعوما بإرادة شعبية وإجماع دولي , حينها ربما تفاجؤون بأن تجدوا ساحة العروض وما حولها قد غرقت بشباب الجنوب وثائريه وهم يهتفون للوحدة

ما موقف الحراك الانفصالي "عندما تتحرك الجموع الهادرة وهي تهتف للوحدة؟, هل سيعلنون الحرب على إخوانهم الجنوبيين أم سيفتحون صفحة مماثلة لأحداث 13 يناير من التصفيات والاغتيالات؟!

أقول لكل دعاة العنف والتطرف مهلا فهناك وطن يتسع للجميع ولن يدافع عن الوحدة سوى الجنوبيين, وتأكدوا لن يقاتل الشمال الجنوب ولن يقع بين الأخوة اليمنيين إن شاء الله أي من هذه الضغائن

أريد أن أسال إخواننا في الحراك الانفصالي .. أنتم تطالبون أن نحترم تقرير مصير الجنوب, ماذا ستقولون لدعاة الوحدة من الجنوبيين؟, هل ستقاتلونهم أم ستحترمون موقفهم؟ ..

العالم كله يتجه نحو التوحد. أوربا رغم خلافهم واختلافاتهم اتجهت للوحدة, دول الخليج والعديد من ألأمثلة في العالم تسعى للتوحد وأنتم النشاز بفكركم من بين أمم الأرض!! ..

أنا شمالي وتبعد قريتي عن العاصمة صنعاء بأقل من "35" كلم شمال العاصمة صنعاء بمديرية أرحب ولم تدخل الكهرباء قريتي إلا قبل أقل من ثلاث سنوات بعد أن دفعنا " الأهالي " الملايين حتى وصلت إلينا الذي أريد قوله أن التنمية في الشمال توقفت بشكل كبير منذ عام 1990م حتى الآن لأن كل المشاريع تحولت إلى الجنوب , لم نتباكي كما يتباكى الحراكيون , وإنما ننظر إلى أن كل تلك المشاريع هي لليمن سواء في الشمال أو الجنوب عموما نحن نؤمل في الحوار خيراً، لأن هناك ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.. ودمتم سالمين!!