عيدروس النقيب: هذه مهام المجلس الانتقالي..
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 28 يوماً
السبت 23 يوليو-تموز 2011 08:57 م

  -صالح سقط سياسيا وأخلاقيا ودستوريا ولن يقبل الثوار بعودته

-700 شهيد وأكثر من 2000 جريح وآلاف المعتقلين في الجنوب وحدها

-مهمة المجلس الانتقالي تثبيت الاستقرار وتوفير الخدمات في المحافظات

- نؤيد طرح اجتماع القاهرة بنظام فيدرالى وبروكسل لن يؤدي إلا إلى فك الارتباط اليمني

-المبادرة الخليجية مرفوضة وحملت داخلها عناصر موتها

اجرى الحوار- كمال عمران:

تعيش اليمن مرحلة سياسية صعبة، فى ظل ثورة صارخة، واصرار الثوار، ودعوات واضحة لتغيير سياسى يكمن فى اسقاط النظام، بما يلبى مطالب الشعب اليمنى الذى عانى كثيرا طوال سنوات حكم الرئيس على عبدالله صالح، وقد انطلقت هذه المطالبات عبر ثورة وُصفت بانها شبابية، وكانت امتدادا طبيعيا لثورتى تونس ومصر، يقودها شباب اليمن الواعي، بينما الواقع يؤكد انها تجاوزت الشباب، وانتقلت الى قيادة حزبية متمثلة بتكتل اللقاء المشترك المعارض.

وقد احدثت هذه الثورة مسلسلا من الاحداث المتسارعة فى اليمن كانت بمثابة زيادة فى تأجيجها واشعال فتيل نارها وارتفاع صوت صراخها، بينما بالمقابل وجدت احداث اخرى كسرت جزءا منها، واحدثت تخميدا الى حد ظاهر لبعض مقوّماتها، لكن هناك ملابسات اخرى يخشى البعض منها بعد سقوط النظام واهمها الحركة الحوثية ودورها، والحراك الجنوبى الذى يطالب بالانفصال، ورغم ان اليمن تعيش الآن بين فرحة الاصطفاف والتغيير.. وبين حيرة المصير، الاّ ان مطلب التغيير اصبح مطلبا واضحا واساسيا ومؤشرا مهمّا فى تاريخ اليمن، لكن برؤية واضحة، وبمصير اوضح، وباصطفاف واضح يواجه كل المشاكل التى ستأتى جرّاء هذا التغيير، حتى جاء المجلس الرئاسى الانتقالى ليكون بمثابة بادرة امل حقيقية فى مرحلة انتقالية جادة تأخذ بالثورة اليمنية الى مسارها الصحيح، وتقطع الامل فى طريق عودة نظام صالح مرة اخرى، وتقود ثورة الشباب اليمنى الى بر الامان فى بحر عاصف متلاطم الامواج والتيارات...

" الشرق " التقت الدكتور عيدروس نصر ناصر النقيب عضو بالمجلس الرئاسى الانتقالى فى اليمن وعضو مجلس النواب ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكى اليمنى تحاوره حول تلك القضايا المصيرية والاحداث المتلاحقة التى يشهدها اليمن فى ظل تطورات الثورة اليمنية وكيف يتعاطى قادة الثورة مع مشاكل اليمن الكثيرة لتحقيق حلم التغيير بعد سنين عجاف من قتل الاحلام وتجريع الايام.

• فى البداية سألناه.. عن دوافع الثورة والاسباب التى آلت اليها حالة الاختناق الشعبي؟

 — قال ان الثورة السلمية الجارية اليوم فى محافظات اليمن جاءت للتعبير عن حالة الاختناق السياسى الذى وصل اليه اليمن، بعد ان عجز النظام السياسى القديم عن القيام بدوره بوظائفه الاساسية وهى الوظيفة التنموية والسياسية والامنية والخدمية، فضلا عن حالة الشرخ الوطنية القائمة بين الشمال والجنوب التى اخذت فى الاتساع بعد حرب عام 1993، هذه التراكمات كان يمكن معالجتها باحدى الوسيلتين، اما باصلاحات جادة تحدث انفراجا فى الحياة السياسية، وتفتح ابواب حالة الاستقرار والتنمية، واستعادة الوحدة الوطنية التى جرى القضاء عليها فى عام 1994، وهو ما تمنع النظام القائم من امتلاك الجرأة من الاقدام عليها والخيار كان الثورة الشعبية السلمية التى بدأت فى الاندلاع فى محافظة الجنوب عام 2007، من خلال ما نسميه بالحراك السلمى الجنوبي، الذى جاء رافضا لحرب 1993 ومطالبا بازالة آثار هذه الحرب، واستعادة الشراكة الوطنية، ثم تصاعدت المطالب الى ان وصلت الى فك الارتباط والعودة باليمن الى عام 1998، وهذا جاء نتيجة لتصلب السلطة فى عدم الاستجابة لمطالب المواطنين، حتى جاءت الثورة السلمية الحالية اليوم لترفض من رفض حالة الانسداد السياسى والذهاب نحو التغيير الجذرى المستجيب لحاجة الشعب الى نظام سياسى يعبر عن تطلعات هذا الشعب فى التنمية والحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.

سلمية الثورة وعنف النظام

واضاف عضو بالمجلس الرئاسى الانتقالى ان الثورة بدأت ومازالت سلمية سواء فى الجنوب او الشمال، لكنها جوبهت بصلف وعنجهية نظام مستبد، حيث كان الرصاص هو الرد على مطالب الجماهير. ويكفى ان نقول انه فى الجنوب بلغ عدد شهداء الحركة السلمية الاحتجاجية 700 شهيد واكثر من 2000 جريح وآلاف المعتقلين حتى اليوم، من بينهم القائد السياسى حسن احمد باعوم رئيس مجلس الحراك السلمى الجنوبى وابنه فواز. اما فى المحافظات الشمالية فقد سقط حتى اليوم اكثر من 210 شهيد ومئات الجرحى بجانب مئات المختطفين من بينهم بعض الصحفيين.

هذا الموقف من النظام يعبر عن عدم رغبة الحكم فى اجراء اية اصلاحات او الاستجابة لاى مطالب شعبية بل والتشبث بالحكم ولو على جثث اليمنيين.

• ماذا عما وصلت اليه الثورة اليوم بعد كل تلك المدة؟

 يرى د. عيدروس ان الثورة اليمنية اليوم قطعت شوطا كبيرا فى تغيير موازين القوى السياسية، فبعد ان كان ينخرط فى الفعاليات السلمية بعض المئات او الآلاف من المتظاهرين صار اليوم عدد من يشارك فى فعاليات الجمعة يتجاوز الخمسة او الستة ملايين مواطن فى ال 17 محافظة يمنية، وهو ما يعنى انحسار وتضييق المساحة التى يقف عليها من يقبعون فى كرسى الحكم ممن اعلنوا مناصرتهم الى الثوار وتخليهم عن صف الحكم، هذا بخلاف التغيير النوعى التى يحدث على الساحة السياسية ويكشف ان الثورة تتقدم الى الامام نحو الهدف وبخطى راسخة وقوية يوما بعد يوم.

مهمات المجلس

• كيف تنظرون الى تشكيل المجلس الرئاسى الانتقالى وما هى اولوياته فى المرحلة القادمة؟

 — لقد جاء تشكيل المجلس الرئاسى الانتقالى استجابة موضوعية للمطالبة الشعبية التى عمت عموم محافظات اليمن، ونظرا لفقدان القابعين فى قصر الرئاسة لاى مشروعية دستورية واخلاقية، ولهذا فان من اولويات المجلس الرئاسى الانتقالى عدة مهام رئيسية اولها تثبيت الاستقرار فى المحافظات التى سقطت من ايدى السلطة السابقة، لاننا نعتبر انها فقدت المشروعية الاخلاقية والدستورية، وهى لا تتحكم فى اقل من ثمن العاصمة صنعاء، ذلك الثمن عبارة عن منطقة المعسكرات والقصر الرئاسي، كما تخلت عن واجباتها الاجتماعية والخدمية والامنية وسلمت بعض المحافظات ممن تدعى انها من انصار القاعدة.

 - ويضيف ان المهمة الثانية للمجلس رفع الغطاء القانونى والدولى عما تبقى من نظام على عبد الله صالح وقطع كل وسائل الاتصال لهذا النظام مع المجتمع الدولي، وقال من المؤكد ان هناك مهمات اخرى تتمثل فى استعادة الخدمات المفقودة كالماء والدواء والمواد الغذائية التى عجز اقرباء صالح عن توفيرها ليس فقط بل ذهبوا يتاجرون فيها عبر السوق السوداء.

واضاف ان هناك امورا لاحقة للمجلس الرئاسى الانتقالى منها الاعداد للتشريعات الدستورية والقانونية التى عبرها يمكن الانتقال لمرحلة الشرعية الدستورية من خلال تنظيم الانتخابات النيابية والرئاسية، لكن انجاز كل هذا لابد من بعض الوقت ولا يمكن تحديد فترة زمنية لتحقيق كل ما تأمله جماهير المواطنين لكنى اعتقد انه بمجرد الحسم النهائى للوضع السياسى سيكون بامكان اليمنيين انجاز الكثير مما اشرنا اليه من اولويات خلال فترة من 6 الى 9 اشهر تقريبا. ولابد من الاقرار ان الطريق الذى سيسير عليه المجلس الرئاسى الانتقالى لن يكون مفروشا بالورود فالتحديات كبيرة والمهمات جسيمة والطريق ملئ بالعقبات ومخلفات نظام عبدالله صالح ونظام حكمه كثيرة ومتشعبة، لكننا نعتقد ان الارادة الشعبية التى تمكنت من قهر هذا النظام المستبد تمتلك من الطاقة ما يجعل الاضطلاع بهذه المهمات امرا ممكنا.

* ما اهم ما يحتاجه المجلس الانتقالى للتغلب على المعوقات امامه؟

عيدروس..اولا لابد من الاشارة الى ان المجلس سيكون بحاجة الى التفاف كافة الاطياف الشبابية والسياسية بما فى ذلك من ابدوا بعض التحفظ على طريقة اعلان المجلس الرئاسى الانتقالي، ومن هنا نتوجه الى كل الساحات والتكتلات الشبابية ومنظمات المجتمع المدنى بالدعوة الى الالتفاف حول تجربة المجلس لاغناء هذه التجربة باية رؤى وملاحظات يرون ضرورة امداد المجلس بها حتى يتمكن من الاطلاع بعمله، انه من بين تلك المعوقات والتحديات التى سيواجهها المجلس الانتقالى وشباب الثورة، كما انه لابد من ان يعرف الجميع ان اعضاء المجلس الانتقالى خارج اليمن لاسباب سياسية، والتواصل بيننا يتم عبر الوسائل التقنية المتوافرة لدينا لرسم برنامج عمل واولويات المرحلة القادمة بل واولويات عمل المجلس والاطلاع على مهماته.

* لكن ماذا عن قضية الجنوب وكيف تفاقمت وما سبيل المجلس الانتقالى فى التعامل معها مستقبلا؟

يقول عضو المجلس الانتقالى الرئاسى انه لابد من الاقرار بان المشروع الوحدوى الذى جرى التوافق عليه عام 1990 باعلان الجمهورية اليمنية واندماج شطرى اليمن فى كيان واحد جرى الانقضاض عليه من قبل على عبد الله صالح وانصاره، ومن خلال الحرب على الجنوب التى انتهت بتحويل الجنوب من شريك فى السلطة والثروة الى غنيمة حرب بين المنتصرين، وفى شهر يوليو عام 1994 جرى اجتياح الجنوب وتدمير مؤسسات الدولة التى بنيت على مدار عقود، وكذلك تم القضاء على الجيش الوطنى الذى تم اعداده خلال عقدين من الزمان، والاستيلاء على منشآت الدولة واملاكها وموجودات المؤسسات الحكومية ، ونهب الثروة والارض وتحويل كل ذلك الى غنائم بين يدى مجموعة من متنفذى النظام وصار المواطن الجنوبى متهما بالانفصالية والتآمر والعمالة

لا لشيء الا لانه ينتمى لدولة هزمت فى الحرب، مما خلق حالة من الاحباط والشعور بعدم الانتماء لهذا الوضع القائم لدى الجنوبيين، وبعد ان كان الجنوب شريكا فى نصف الدولة، اصبح بعد الحرب لا يستطيع ان يساهم فى ادخال عشرة من الضباط للكليات العسكرية والامنية فى صنعاء، واضمحلت مساهمة الجنوبيين فى الانتاج الثقافى والممارسة السياسية والحصول على الخدمات والاستفادة من عائدات الثروة التى تأتى فى معظمها من الجنوب وهو ما ضاعف الرغبة فى العودة الى ما قبل عام 1990 — عام الوحدة — لدى معظم المواطنين، ومن هنا فاننا كمجلس انتقالى نعتبر القضية الجنوبية قضية عادلة انتجتها السياسات غير الرشيدة لنظم صالح، وعلى الثورة ان تنصف الجنوبيين لما الحق بهم من تهميش وضيم وظلم واقصاء.

دولة فيدرالية

• لكن ما موقف المجلس الرئاسى من اجتماع القاهرة وبروكسل واثر نتائجهما وقضية الجنوبيين؟

 — فيما يتعلق باجتماعى القاهرة وبروكسل فقد جاءا للتعبير عن رغبة الجنوبيين بهدف استعادة حقهم المصادر من قبل نظام الرئيس على صالح، وفى الحقيقة فان اجتماع القاهرة طرح نظاما اتحاديا ثنائيا بين اقليمى اليمن الشمالى والجنوبى كمخرج للقضية، مما يعنى دولة فيدرالية ثنائية بينما طرح مؤتمر بروكسل فك الارتباط بين اقليمى اليمن بالوسائل السلمية، وارى ان هذين الرأيين يجب احترامهما باعتبارهما يعبران عن تطلعات قطاع لا يمكن الاستهانة به من ابناء الجنوب، لكننا نرى ان الحل الاقل خطورة والاوفر حظا فى النجاح يتمثل فى اعادة صياغة مشروع الدولة اليمنية من خلال دولة اتحادية تحفظ الشراكة المتكافئة بين اقليمى اليمن، كما تحفظ لليمن بقاءها واستقرارها كدولة فاعلة فى المجتمع الاقليمى والدولي، ولكن فى نفس الوقت فاى من الحلين ينبغى ان يكون محط اجماع المواطنين الجنوبيين وحدهم فهم اصحاب حق وحدهم فى حسم خياراتهم.

•لكن ماذا تعنى بالحل الاقل خطورة والاوفر حظا فى النجاح بالنسبة للجنوبيين؟

اقصد بهذا ان الجنوب جرى من قبل تدميره كدولة وقد خطط على عبد الله صالح لتمزيق الجنوب اذ ما قرر الانسحاب منه وها هو قد سلم بعض المدن ممن يدعى انهم تنظيم القاعدة، لهذا فان فك الارتباط فى ظل حالة التفكك الذى يعاني منها الجنوب يمكن ان يؤدى الى اكثر من فك ارتباط آخر، وهو ما يعنى الى تمزيق الجنوب وتحويله الى كيانات مصغرة يصعب استعادة دمجها وتوحيدها مستقبلا فى كيان واحد، ومن هنا جاءت رؤيتنا لمشروع الدولة الفيدرالية التى تعطى للجنوب حقه الكامل فى ادارة شئونه واستثمار ثرواته، ومن ناحية اخرى تحفظ لليمن بقاءها كدولة واحدة متماسكة.

• مازال شبح عودة الرئيس على عبدالله صالح يحوم فى سماء اليمن فما موقف المجلس فى تلك الحالة؟

 -على عبدالله صالح سقط سياسيا واخلاقيا ودستوريا ولن يقبل الثوار بعودته، فهو سقط اخلاقيا يوم ان واجه الشعب بالرصاص الحى وقتل المئات ومازال يواصل القتل حتى الآن، وسقط سياسيا منذ ان خرج الملايين من اليمنيين يطالبون برحيله، وسقط دستوريا لانه اليوم خارج الممارسة السياسية بفعل عدم اهليته الجسدية والذهنية، وهو ما يحتم عليه نقل السلطات الى نائبه، ولكن هذا النائب ابى ان يستغل حقه الدستورى واختار ان يكون موظفا لدى اولاد عبدالله صالح، لذلك فان صاحب الشرعية الوحيدة اليوم هو الذى خرج بالملايين للساحات، واذا ما قرر صالح العودة فهو لن يعود الا لاشعال حرب او لتقديم نفسه للقضاء او للمحاكمة على ما ارتكبه من جنايات فى حق الشعب اليمنى ومن اجل هذا ندعو اشقاءنا فى دول مجلس التعاون الخليجى ان ينحازوا الى الشعب اليمنى ويحترموا خياراته فى تقرير مستقبل بلاده.

واسترسل عيدروس اننا عندما اعلنا ثورتنا لم نطلب الاذن من احد ونحترم كل الشعوب والدول الصديقة والشقيقة ولا نتدخل فى شأن أحد، ولن تكون علاقاتنا فى المستقبل مع اشقائنا واصدقائنا الا ودية كما هى علاقة الجيران والاصدقاء.

• ما رأيكم حول موقف قطر خاصة بعد انسحابها من المبادرة الخليجية؟

 — في البداية لابد من توجيه التحية والتقدير والاحترام لدولة قطر الشقيقة اميرا وحكومة وشعبا لمواقفها القومية والانسانية المتميزة مع كافة الثورات وكل الشعوب، وليس الثورة اليمنية فقط فحيثما تحضر قطر يكون حضورها نبيلا، كما اننى اجدد الشكر لدولة قطر لما قدمته من دعم للشعب اليمنى سواء فى مشاريع التنمية او فى المساهمة فى حل كثير من المشكلات بما فى ذلك مشكلات صعدة.

وقال عضو المجلس الرئاسى الانتقالى اننى اغتنم الفرصة لأتقدم بالاعتذار لشعب قطر ودولته والاسرة الحاكمة عن الشتائم التى صدرت فى حقهم من بعض ناكرى الجميل فى بلادنا، فهذه المواقف لا تعبر عن الشعب اليمني، لكنها تعبر عمن صدرت منهم، اما الشعب اليمنى فهو يكن كل التقدير والحب والاحترام لدولة قطر الشقيقة، وقد تجلى ذلك فى موقف الساحات والميادين المقدرة لموقف قطر بعد انسحابها من المبادرة الخليجية خير دليل، مشيرا الى ان هذه المبادرة قد حملت فى داخلها عناصر موتها، حيث انها تضمنت مجموعة من الضمانات لكل من ساهم مع صالح خلال ثلث قرن، وصار ابناؤه وانصاره يقتلون المواطنين اليمنيين بدم بارد متكئين على ضمانات تلك المبادرة، وبالتالى فان التعامل معها صار مستحيلا خاصة ان صالح نفسه رفضها والساحات ترفضها منذ اليوم الاول لاعلانها، اما المبادرة الوحيدة التى يمكن ان تكون محل قبول للشعب اليمنى يمكن ان تتمثل فى اقناع من تبقى من رجالات صالح بالرحيل باقل كلفة عليهم وعلى الشعب اليمني.

* حول ما صدر مؤخرا عن اللقاء المشترك وشركائه من دعوة لتشكيل المجلس الوطنى لقوى الثورة الشعبية السلمية فى اليمن.

ـ لا بد اولا من الاقرار باننا عندما خرجنا لرفض نظام على عبد الله صالح، كنا نرفض الاقصاء والتهميش والتعالي، فضلا عن السعى من اجل استعادة الحريات المصادرة ودك معاقل الفساد والاستبداد، وهو ما يعنى اننا هنا كنا نطالب بنظام جديد يقر بالتنوع والتعدد والتباين والقبول بالآخر.

فى هذا الاطار يمكن النظر الى ما صدر عن اللجنة التحضيرية المصغرة للحوار الوطنى بانه يعبر عن قوى سياسية عريضة وفاعلة فى الساحة اليمنية وهى اهم اعمدة المعارضة المعترف بها، وما اتخذته من خطوات ينسجم انسجاما كليا مع الدعوة الى تشكيل المجلس الانتقالي، ونحن قد اكدنا مرارا باننا منفتحون على كل القوى السياسية والمكونات الشبابية وساحات وميادين الثورة فى كل المحافظات، وبالتالى فاننا نرحب بما صدر عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطنى التى تضم احزاب اللقاء المشترك وشركاءهم، من القوى السياسية والمجتمعية.

اننا نعتبر قرار اللقاء المشترك خطوة فى الاتجاه الصحيح وان تأخرت، وهى تأتى لتأطير كل قوى الثورة وتوحيد طاقاتها لاستكمال اسقاط ما تبقى من نظام صالح،... اننا على استعداد للعمل معا فى سبيل الوصول الى الحسم النهائي، وترحيل بقايا النظام، والشروع فى وضع اللبنات الاولى للدولة المدنية المنشودة التى خرج ملايين اليمنيين يطالبون بها، دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية التى طالما افتقدوها فى ظل النظام البائد، وهى الدولة التى ينبغى ان تعبر عن هوية اليمنيين وكينونتهم الوطنية والانسانية وحلمهم فى حياة حرة كريمة.

*الشرق القطرية