وماذا نصنع إن لم ننتصر على القاعدة..؟
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 04 إبريل-نيسان 2012 09:33 م

القاعدة خطرة جدا ً وقاتلة جدا ً وذكية جدا ً وغبية جدا ً... لا أمريكا ولا نحن نريد نصرا ً عليها يعيش إلى غد .. ولكن نصرا ً يعيش إلى ما بعد الغد .. وما يجري الآن .. واشنطن ويمننا يريدان نصرا ً في اليمن على القاعدة .. واليمن والسعودية يريدان نصران على القاعدة والحوثة ً .. والجيش الوطني يريد نصران على القاعدة والحوثة .. وللجيش الوطني ثأر قديم وجديد مع القاعدة والحوثة ً... والجيش أي جيش ، لا ينسى ثأرا ً وطنيا ً.. ولا ثأرا ً له .. والدولة السياسية بقيادة الرئيس عبد ربه بن هادي ، تريد نصرا ً متعدد الأركان ، نصرا ً على الجميع من أجل الجميع... وأمريكا لا تريد مستنقع حرب طويلة بمساحة نحو نصف مليون كلم مربع في بلاد، ينبع منها ويعشقها الفقر. بلاد تضج بإسلاميين مسلحين يعتقدون، أنهم يحررون فلسطين في اليمن ويقاتلون أمريكا ودولة بن غوريون في اليمن ... والمسلحين الإسلاميين ، في يوم ما ..أحدهم ...أي أحدهم إختار من شأت .. خدعهم أي القاعدة والحوثة منذ البداية وقال لهم ..، إنفروا خفافا ً وثقالا ً من أجل الإسلام.

... وتتساءل أنت وأنا ونحن ماذا ؟..عساه حل بالإسلام من أمر خطير.. ليهب هؤلاء نحو رماح بدر والقادسية واليرموك ... يستعيدوها من التاريخ ، ليأتوا بها إلى اليمن ..واليمن الآن بسبب الإرهاب وغيره ، يعيش أطول عام في التاريخ.. عام حروب الإرهاب ... وأخرى في السياسة حروب .. ، حروب الحوثة ، ضد سكان الأرياف الفقراء وضد أمريكا واليهود، في صعدة - حجة - عمران .. وحروب القاعدة على الجيش وعلى السكان وعلى أمريكا واليهود ، في أبين – شبوة – حضرموت – مأرب .. وحرب أخرى قبلية دينية سياسية في ـ نهم ـ أرحب ـ ، ضد عدو كان قدره أن يكون هذا العدو.. الحرس .!، النصف الآخر المحترف من جيشنا.. وحروب السياسة (الرغوة) بين اللقاء المشترك والمؤتمر حول حاكمية المبادرة الخليجية ، يتناوشون عليها ، ليحكموا ما تبقى من يمن لا يشهد حرب .. والعالم يأتي ويهدف إلى أن كل ما في اليمن يجب أن يتبدل ، ويقول أولا ً لليمانيين كلهم "حاربوا القاعدة "ونحن من ورائكم ..فالخليجيين في اليمن وأمريكا في اليمن .. وأوروبا في اليمن .. وبان كي مون في اليمن ... وأمريكا تذهب كل يوم وتلتقط سلاحها من مخازن وزارة الدفاع البنتاغون ، وتلحق بنا لدحر الإرهاب..تحاربه معنا ومعهم، في باكستان وفي الصومال وفي العراق وفي بلاد الطوارق والجزائر والمغرب وموريتانيا.

وتذهب أمريكا أيضا ً ، كل يوم باتجاه التفكير مع جيوش الباحثين والمحللين الإستراتيجيين .. ، في معاهد الدراسات ،من كرينغي وانتربرايز إلى راند إلى  CSIS إلى INSS  وغيرها عشرات .. وعشرات .. من معاهد الاستراتيجات والثنك تانك (مخازن الأفكار) .. وبهذا الجيش تبحث واشنطن في الأوراق، عن المواجهات النافذة لإلغاء الإرهاب من الصفحة الإنسانية في اليمن، وهؤلاء الباحثين في هذه المؤسسات يديرون عيونهم كل صباح وكل مساء وانصاف الليالي نحو القاعدة في اليمن .. ثم يهرعون إلى أقلامهم ..يكتبون ..ويكتبون في الغالب كلام مُكرر.. ثم يقدمون رأيهم لصانع القرار في المؤسسات الخمس ،البيت الأبيض والأمن القومي ولجهاز الأمن الوطني (السي آي إيه -- وأربعة عشر جهاز استخبارات )وهوم لاند سيكورتي والبنتاغون ،ويختمون تحليلاتهم وتنجيمهم بهذه الجملة الصلبة المقلقة ... " سلاح امريكا القاهر بالتأكيد سيُقلص من نشاط القاعدة في اليمن ولكن لن ينهيها في الجذور" .. وهنا وهناك نسال .. وماذا نصنع إن لم ينهيها من الجذور .. وماذا نصنع إن فشلت حربنا المشتركة ضد إرهاب القاعدة.. لا أحد ولا نحن بصدد تبني ثلاثة أرباع النصر في حرب وقودها الناس والمال والحجارة على القاعدة ... ترى ما الحل .؟

 

... داهية بريطانيا ونستون تشرشل بسيجارة الهافاني ومشيته المتثاقلة وقبعته المخبأة منذ زمن الأديب تشارلز ديكن قال حقيقة ذهبية باهية "أن الولايات المتحدة حتما ً تعمل كل ماهو صواب ولكن بعد أن تصنع في الكون كل ماهو خطأ "،والرئيس جورج بوش الإبن ورامسفيلد وجورج تنت وكولن باول وآخرين قالوا يوما ًمن الدهر ، أنما يقومون به في أفغانستان والعراق صواب ، ثم قالوا .. لا.. نصف صواب ونصف خطأ .. واليوم يقول جلهم كان خطا، واشنطن اليوم تتحاور مع طالبان افغانستان في قطر .. هل من مصدق .!، حوار سري تحت خيمة الدوحة .. لايتسرب منه حرف من كلام .. والحوار سيفضي لسلام طالباني أمريكاني ..ثم ستتحاور واشنطن مع طالبان باكستان والوسيط سيكون طالبان أفغانستان .. وسيفضي لسلام.، أمريكا عظيمة وبرغماتية إلى أقصى حائط ، وستعمل ماهو صائب لكن بعد أن تُنفذ، جميع ..جميع .. خططها الحربية .. ولأن القاعدة في اليمن ليست كغزال الأدغال الذي يسمع زئير الأسد ثم ..يجري ويجري وينتهي جريا ً إلى فم الأسد ، فإن على اليمن أن يفكر بعمق، أننا إذا لم نكسب حرب القاعدة عامنا هذا ، فلا مفر من الجلوس معها ، وما الخطأ فواشنطن وإيران تدفعانا ركلا ً ،لحوار الحوثة... وما الفرق؟..ثم ما الفرق بين بندقية القاعدة وبندقية الحوثة... وما الفرق بين من تقتله القاعدة ويقتله الحوثة .. اليست الدماء .. دماء .!

*إعلامي يماني